عادَ مارسيل كولر، المدير الفني للمارد الأحمر النادي الأهلي، لتسجيل رقم قياسي يساوي إنجاز المدرب السابق للفريق البرتغالي مانويل جوزيه، بعد أن حقق 17 فوزاً متتالياً، إثر انتصاره الثمين على سيراميكا كليوباترا أمس الاثنين في إطار منافسات الدوري المصري.
وفي هذا السياق، صرح المدير الفني التاريخي للنادي الأهلي لموقع كورتي من خلال “عماد يوسف الصحفي بالموقع”، قائلاً، ” أقدم التهنئة لمارسيل كولر بهذا الإنجاز الكبير و أتمنى له و للنادي الأهلي كامل التوفيق، كولر مدرب كبير وهذا ما يليق بالنادي الأهلي الذي اعتاد التواجد في المقدمة”.
حيثُ حقق الأهلي فوزًا مهمًا على سيراميكا كليوباترا، وانتهت المباراة بأربعة أهداف مقابل هدف، وكانت ضمن مباراة مؤجلة من الجولة التاسعة عشرة من الدوري الممتاز.
وبهذا الانتصار، أصبح الأهلي قريبًا من حسم لقب الدوري بعد أن تصدر جدول الترتيب برصيد 72 نقطة من 28 مباراة. بينما يحتل بيراميدز المركز الثاني برصيد 69 نقطة من 30 مباراة.
الآن يحتاج الأهلي فقط إلى جمع 9 نقاط من مبارياته ال 6 المقبلة ليؤكد رسميًا انتصاره بلقب الدوري المصري. ويُعتبر النادي الأهلي أكثر الفرق تحقيقًا للانتصارات في موسم واحد بالدوري، حيث حقق الفوز في 28 مباراة خلال موسمي 2017-2018 و2019-2020.
أخر زيارة لمانويل جوزيه في مصر
في شهر يناير مطلع هذا العام جاء البرتغالي مانويل جوزيه إلي مصر، لكي يقضي إجازته في مصر برفقة أصدقائه المقربين. وشارك أحمد ناجي مدرب حراس المرمى الأسبق للمنتخب الوطني والنادي الأهلي، صورة تجمعه مع مانويل جوزيه، و التقيا ونشر ناجي الصورة معلقًا: “كان وحشني جدًا.. أحلى أيام عشناها بين جدران النادي الأهلي.. مانويل جوزيه نوَّر مصر”.
وحرص مانويل جوزيه على توصيل بعض الرسائل الخاصة إلى المصريين الذين ارتبط بهم خلال الفترة التاريخية التي قضاها في قيادة النادي الأهلي، حيث حقق العديد من البطولات. تولى جوزيه تدريب الفريق الأحمر في ثلاث فترات مختلفة، ونجح خلالها في تحقيق إنجازات كبيرة.
ووجه جوزيه رسائل للمصريين قائلاً: “جئت إلى مصر في زيارة سريعة وقصيرة، قضيت هنا 8 سنوات من حياتي. وكانت تلك المرحلة مع النادي الأهلي هي الأفضل في مسيرتي”.
وأكمل جوزيه: “أنا أحبكم كثيرًا، فقد كنتم دائمًا رائعين معي، ولن أنسى هذه السنوات. أتمنى لكم كل الخير دائمًا. لقد وصلت الآن إلى 77 عامًا، لكنني لن أنساكم أبدًا، شكرًا على كل ما قدمتموه لي على مدى هذه السنوات الطويلة”.
مانويل جوزيه لديه حب خاص للمأكولات المصرية وخاصةً الأسماك، ففضل زيارة مطاعم الأسماك في القاهرة. وقد اتفق مع أصدقائه على تناول وجبة السمك المفضلة خلال زيارته الحالية.
وفي في عدة مناسبات أكد جوزيه حبه للسمك بجميع أنواعه بالطريقة المصرية، وكان دائمًا يحرص على تناوله خلال فترة تدريبه للنادي الأهلي. كما كان مهتمًا بالأكلات الشعبية المصرية، وكان يخصص دائمًا وقتًا خلال زياراته لمصر للذهاب إلى أحد المطاعم الشهيرة لتناول طبق السمك والجمبري الذي يحبه.
تفاصيل الولاية الأولي لمانويل جوزيه
تولى مانويل جوزيه تدريب النادي الأهلي المصري في فترته الأولى في عام 2001، وكانت هذه الفترة علامة فارقة في تاريخ النادي. وكان الهدف من التعاقد معه هو إعادة الفريق إلى مستواه المعروف محلياً وإفريقياً. وأهم وأشهر مبارتين للأهلي كان في هذه الفترة، حيث حقق المارد الأحمر فوزا تاريخيا على ريال مدريد الإسباني، والفوز على نادي الزمالك بنتيجة 6-1.
وتحت قيادة جوزيه، حقق الأهلي نجاحات كبيرة. استطاع الفريق الفوز بالدوري المصري الممتاز في موسم 2001-2002، بالإضافة إلى تحقيق كأس السوبر المصري. كما بدأ جوزيه في بناء فريق قوي يعتمد على مجموعة من اللاعبين المميزين مثل أبو تريكة وعماد متعب. كما قدم لمنتخب مصر أهم لأعبين في العصر الذهبى للمنتخب.
واعتمد جوزيه على أسلوب تدريبي يتسم بالصرامة والانضباط، حيث كان يركز على اللياقة البدنية والتكتيك الجيد. كما كان له دور كبير في تطوير اللاعبين الشباب.
وبعد موسم واحد فقط، قرر مانويل جوزيه مغادرة الأهلي في عام 2002. كانت هناك عدة أسباب وراء رحيله، منها الضغوطات الكبيرة التي واجهها كمدرب، بالإضافة إلى بعض الخلافات الإدارية. كما كانت هناك عروض من أندية أخرى، مما ساهم في اتخاذه قرار الرحيل.
ورغم قصر فترة تدريبه الأولى، إلا أن جوزيه ترك بصمة واضحة في النادي الأهلي، حيث ساهم في تعزيز ثقافة الفوز والاحترافية داخل الفريق.
تفاصيل الولاية الثانية لمانويل جوزيه
عاد جوزيه لتولي القيادة الفنية للأهلي في عام 2004، ليبدأ فترته الثانية مع الفريق بعد أن كان قد قاد الفريق في الفترة الأولى بين عامي 2001 و2003. خلال فترته الثانية، استطاع جوزيه أن يقود الأهلي لتحقيق العديد من البطولات والإنجازات. منها الحصول على برونزية كأس العالم للأندية 2006. والوصول عدة مرات الي نهائيات دوري أبطال أفريقيا.
بطولات مانويل جوزيه مع الأهلي في الولاية الثانية
1. الدوري المصري الممتاز: حقق الأهلي لقب الدوري في خمس مواسم متتالية، ( 205, 2006, 2007, 2008, 2009, 2010). مُعززًا من مكانته كأفضل فريق في مصر.
2. دوري أبطال إفريقيا: نجح جوزيه في قيادة الأهلي للفوز بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات في (2005, 2006, 2008). مما أضاف إلى سجل النادي القاري.
3. السوبر المصري : توج الفريق مع مانويل جوزيه بكأس السوبر 3 مرات.
4. كأس مصر : فاز جوزيه مع المارد الأحمر لمرتين بلقب كأس مصر.
5. السوبر الأفريقي : حقق اللقب ثلاث مرات في ولايته الثانية.
أهم أرقام جوزيه مع الأهلي
في تلك الفترة التاريخية، حقق جوزيه إنجازاً استثنائياً في تاريخ الدوري المصري، حيث تمكن من عدم التعرض للهزيمة في 71 مباراة متتالية.
انطلقت هذه السلسلة في مايو 2004، بعد فوز الأهلي على المنصورة 3-0 في الجولة الـ23 من الدوري لموسم 2003-2004، وذلك بعد أيام قليلة من خسارته أمام الزمالك 2-1.
واصل الأهلي تحت قيادة جوزيه سلسلة انتصاراته وتجنب الهزائم لمدة 71 مباراة متتابعة حتى يناير 2007، حين سقط الشياطين الحمر لأول مرة بعد عامين ونصف تقريباً، على يد الإسماعيلي الذي تفوق عليهم 1-0 في الجولة الـ15 من موسم 2006-2007.
ومنذ تلك الفترة، لم يتمكن أي مدرب في النادي الأهلي من تكرار إنجاز المدرب البرتغالي مانويل جوزيه.
وكان أسلوب جوزيه يعتمد على تنظيم الدفاع والهجوم المرتد السريع، مع التركيز على اللياقة البدنية العالية للاعبين. كما كان يشتهر بإدارته الجيدة للمباريات وقدرته على قراءة خصومه taktically، مما ساعد الأهلي على التفوق في أكثر من مباراة حاسمة.
الرحيل عن الأهلي
على الرغم من نجاحاته الكبيرة مع الأهلي، إلا أن جوزيه قرر في عام 2010 أن يغادر الفريق، وذلك بعد نهاية موسم 2009-2010. جاءت أسباب رحيله بسبب عدة عوامل، منها:
1. تحديات جديدة: كان جوزيه يسعى لتحديات جديدة في مسيرته التدريبية، وظهرت له فرص أخرى في دول مختلفة.
2. الضغوط: تعاقبت الضغوط على الفريق في الفترة الأخيرة، مما جعل جوزيه يفضل الرحيل في ذروة النجاح بدلاً من انتظار تدهور النتائج.
3. الأجواء الداخلية: أشيع أن هناك خلافات بينه وبين بعض مسؤوليه في النادي، وهو ما أثر بشكل على قراره بالمغادرة.
آخر وأسوء مباراة لجوزيه مع الأهلى
في 31 مايو 2009، ودع النادي الأهلي بطولة الكونفيدرالية الأفريقية بعد خسارة قاسية أمام سانتوس الأنجولي بثلاثة أهداف. وتم إقصاء الأهلي من البطولة عبر ركلات الترجيح بنتيجة 6-5، بعد تنفيذ 14 ركلة من كلا الفريقين على ملعب أشكوكيروش في دور الـ16 من المسابقة.
سجل للأهلي في ركلات الترجيح كل من أحمد بلال، جيلبرتو الأنجولي، أحمد فتحي، شادي محمد، وأحمد حسن، بينما أهدر فلافيو في آخر مباراة له مع الفريق وأحمد علي. وانتهت ركلات الترجيح بالتعادل 4-4، مما استدعى الذهاب إلى ركلات إضافية.
أنهى سانتوس الوقت الأصلي بتسجيل ثلاثة أهداف، حيث جاء الهدف الأول عن طريق بيبتشو في الدقيقة 27، ثم أضاف ميلاكس الهدف الثاني في الدقيقة 76، قبل أن يسجل فاو الهدف الثالث في الدقيقة 89.
قدم الأهلي واحدة من أسوأ مبارياته في المنافسات الأفريقية منذ فترة طويلة، حيث افتقر الفريق للفعالية الهجومية وعجز عن السيطرة على وسط الملعب، حتى بعد إدخال أحمد حسن، قائد منتخب مصر، الذي بدأ اللقاء كبديل. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الدفاع، إلا أنهم لم يتمكنوا من منع لاعبي سانتوس من التسديد من خارج منطقة الجزاء.
اختتم البرتغالي مانويل جوزيه مشواره مع الأهلي بطريقة حزينة، حيث كانت هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يخرج فيها الفريق من المنافسات الأفريقية، بعد الخروج المفاجئ أمام كانو بيلارز النيجيري، مما أدى إلى رحيله السريع.
وجاء الخروج الثاني من الكونفيدرالية نتيجة للافتقار للتركيز والالتزام أمام سانتوس. ولم يغادر جوزيه أنغولا مع بعثة الأهلي، بل قرر البقاء للاجتماع بلاعبي منتخب أنغولا الذين تولى تدريبهم رسميًا.
الفترة الثالثة لمانويل جوزيه مع الأهلي
وفي 2011 عاد مانويل جوزيه إلي الأهلي، وتمكن جوزيه في ولايته التدريبية الثالثة من الفوز بلقب الدوري الممتاز مع الأهلي في موسم 2011-2012، لكنه غادر الفريق بسبب توقف الأنشطة الرياضية إثر وقوع مجزرة استاد بورسعيد، التي أسفرت عن مقتل 72 من جماهير النادي الأهلي خلال المباراة التي جمعت الفريق الأحمر بنظيره المصري البورسعيدي في البطولة.
سبب رحيل مانويل جوزيه عن الأهلى
في 2012 عقب أحداث بورسعيد، قال جوزيه بعد المباراة الودية التي انتهت بهزيمة الأهلي 0-2 أمام إسبانيول في إسبانيا يوم الجمعة. وأكد جوزيه قائلاً: “الوضع في مصر صعب للغاية، لا أحد يهتم سوى بالسياسة، الحديث عن كرة القدم غائب، وليس هناك مجلس منتخب لاتحاد كرة القدم”.
وأضاف: “يوجد أشخاص يحاولون استغلال كرة القدم لأغراض سياسية، ولا أستطيع أن أتنبأ متى ستتحسن الأوضاع. الظروف الحالية معقدة جداً، كنا نعمل على وضع برنامج تدريبي يومي للفريق، ولكن التركيز بدأ يتشتت بين اللاعبين بسبب الأجواء السياسية المحيطة، وهذا أثّر على قدرتي في تحقيق أفضل ما أستطيع. لذا قررت الانسحاب حرصاً على عدم عدم القدرة على تحقيق طموحات جماهير الأهلي”.
وأشار جوزيه أيضاً إلى إلغاء الموسم الكروي في مصر بعد كارثة بورسعيد التي حدثت في الأول من فبراير الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصاً خلال أعمال العنف عقب مباراة الفريق مع المصري البورسعيدي في الدوري الممتاز.
وأعرب جوزيه عن أمله في إنهاء مسيرته مع الأهلي بالقول: “كنت أتمنى أن أنهي مشواري في الأهلي، لكن الظروف الحالية صعبة جداً، وأنا أشعر بالحزن لفراق الأهلي، ولا أستطيع رد الجميل لجماهيره التي وقفت معي طوال ثماني سنوات من العمل”.
وأعلن عدلي القيعي، مدير لجنة التسويق في النادي الأهلي، الجمعة، أن جوزيه لن يستمر في قيادة فريق كرة القدم بالنادي بعد انتهاء عقده في نهاية الموسم، وفقاً لما نصت عليه وكالة رويترز.
وأوضح القيعي في تصريحات لقناة النادي التلفزيونية أن جوزيه اتخذ قرار الرحيل بشكل نهائي خلال اجتماع مع حسن حمدي، رئيس النادي، مشيراً إلى أنه كانت هناك محاولات لإقناعه بالبقاء، لكنها لم تنجح. وينتهي عقد جوزيه مع الأهلي في يونيو المقبل.
كما أضاف القيعي أن إدارة الأهلي ستقوم بالإعلان عن اسم المدرب الجديد في الأسبوع المقبل. وكان جوزيه قد قاد الأهلي بصعوبة إلى دور الثمانية (دور المجموعتين) في دوري أبطال إفريقيا، حيث حقق الفريق الفوز 3-2 على استاد مالي في مجموع المباراتين في دور الـ16 يوم الاثنين الماضي.
وقد سجل محمد أبو تريكة ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، ليقود الأهلي إلى انتصار 3-1 على استاد مالي في مباراة الإياب، والتي قد تكون آخر مباراة رسمية لجوزيه مع النادي القاهري، في ظل إلغاء الموسم الكروي في مصر بعد كارثة بورسعيد.
وعلى الرغم من أن الأهلي كان قد أعلن عن ترحيب جوزيه بتمديد عقده في الشهر الماضي، إلا أن المدرب البرتغالي أكد بعد عبور عقبة استاد مالي أنه لم يحسم قراره بشأن الاستمرار، قائلاً: “إذا فكرت بقلبي سأستمر، لكن يجب أن أفكر بعقلي”.
وفي 2016 أعلن مانويل جوزيه أنه لن يعود لتدريب الفريق مجددًا، مؤكدًا أنه يرحب بالعودة إلى القلعة الحمراء ولكن فقط لتقديم آرائه.
مسيرة مانويل جوزيه في كرة القدم
وُلد مانويل جوزيه في 9 ديسمبر 1946 في مدينة “لشبونة” بالبرتغال. تميزت مسيرته التدريبية بالنجاح الكبير، خاصة مع النادي الأهلي المصري، حيث يُعتبر من أبرز المدربين في تاريخ النادي. إليك تفاصيل حول نشأته ومسيرته قبل تدريب الأهلي:
بدأ مانويل جوزيه مسيرته كلاعب في نادي “إستوريل برايا” البرتغالي، حيث لعب كمدافع. انتقل بعد ذلك للعب في عدة أندية برتغالية، بما في ذلك “أوليفيرانس” و”بورتيمونينسي”، ولكن لم تكن مسيرته كلاعب مميزة.
بعد اعتزاله اللعب، انتقل جوزيه إلى مجال التدريب، حيث بدأ العمل كمدرب مساعد في بعض الأندية البرتغالية. وحصل على فرصته الأولى كمدرب رئيسي مع نادي “أوليفيرانس”، حيث بدأ يحقق النجاح ويكتسب سمعة جيدة.
الأندية التي دربها مانويل جوزيه قبل الأهلي
1. أوليفيرانس: كانت بداية جوزيه كمدرب رئيسي.
2. بوافيشتا: تولى تدريب الفريق وعمل على تطوير أدائه.
3. نادي “فاماليكاو”: حقق نجاحات جيدة مع الفريق.
4. نادي “ماريتيمو”: عمل على تحسين أداء الفريق.
5. نادي “أروكا”: قاد الفريق لفترة قصيرة.